الخميس، 3 مايو 2012

من يقتل العراقيين


من يقتل العراقيين ولا يريد لهم أن يبنوا بلدهم ويعشوا بسلام؟ ولماذا؟ 
من الذي يزرع الرعب في المجتمع العراقي؟ ويقلقه ويعطل مسيرته التنموية ولماذا؟وهل هذا بالجديد؟أم إنه مسلسل الرعب القديم الجديد الدامي الدائم, وبفصول وأزمان متعاقبة؟ 
طفت على سطح الأحداث في عراقنا الحبيب الملكوم موجة جديدة وشكل جديد من أشكال التصفية الجسدية المروعة, لشباب ومراهقين وصفوا بأنهم الإيمو.ورغم إن وزارة الداخلية قللت من شأن هذا الأمر الخطير. وذكرت إن تضخيما إعلاميا وراء هذا الأمر. وأتمنى أن يكون ما قالت هو واقع الحال.ولكن مهما يكن فهو زعزعة لأمن المواطنين وبث الذعر فيهم. و في هذا مخاطر كثيرة على المجتمع.فمن هم  وراء عمليات التصفية الجسدية الوحشية والمستنكرة هذه .ومن يروّج لهذه الأخبار إعلاميا؟ وما هو الغرض؟ ففي الحالتين الأمر مضر بالمجتمع ومبعث قلق له.
ليس كل الإيمو عبدة للشيطان أو مثليين .ربما البعض منهم مجرد مقلدين بإرتداء ملابس أو إكسسوارات لا غير.وهذا طبعا نتاج غزو فكري. تسبب به فراغ وبطالة, وقلة وعي وقصور في التربية.وهي صرعة من الصرعات الطارئة .و المسؤول عنها الدولة والمجتمع .
إن هذه الظاهرة تستحق المعالجة والأهتمام والدراسة الأجتماعية المعمقة, لأيجاد حلول هادئة مقبولة شرعا وقانونا .لا تصفيات جسدية بوحشية وقسوة غير مبررة.فمن أباح للبعض حق تصفية الآخرين وبأي قانون وبأي شريعة ؟ كل المرجعيات الدينية حرمت ذلك .وكذلك يجرّمها القانون.
قد يستغل البعض هذه القضية وهذه التهمة. فيلصقها بالآخرين لأسباب عداوة شخصية أو لأغراض طائفية أو سياسية, لتشويه سمعة شخص ما وتلويث شرف عائلته.
من واجب المؤسسات الدينية والتربوية وعلماء الأجتماع دراسة هذه المسألة بجدية. وإيجاد الحلول المعقولة والواقعية لها.وعلى المنظمات والأحزاب ووسائل الأعلام  دور مناط بها أخلاقيا. لتوعية الشباب وتثقيف الأسر.
إن من المؤكد إن هذه المسألة هيّ جزء من مسلل يهدف لإرباك العراق وزعزعة أمنه. وهي موجة جديدة من موجات العنف المبرمج والموجه والهادف لأغراض خبيثة. وتنفيذ لأجندات خارجية لا تريد للعراق إلا الشر ولا تريد له الخير.
فمن وراء إنتشار هذه الظاهرة.ومن يروج لها؟ومن وراء أعمال التصفية الوحشية المستنكرة هذه؟ ربما الأثنان.فما هو الهدف؟
منذ 14 تموز عام 1958 وعملية التصفية الجسدية للشعب العراقي وتخريب بلاده وإشاعة الفوضى والرعب فيه على قدم وساق. وبألوان واشكال ومعايير وتوجهات متعددة ومتنوعة.موجات من العنف السياسي وتيارات ظاهرها سياسي وباطنها منظمات ممولة من جهات أجنبية تسعى بكل ما لديها من الإمكانيات لزعزعة إستقرار العراق وتعطيل عجلة نموه.
دعونا سادتي نستذكر الظروف السياسية والأجتماعية التي سادت العراق قبل الأنقلاب, الذي غير نظام العراق من ملكي الى جمهوري.
رغم ما على النظام الملكي من مآخذ كثيرة ,كحظره أحزاب وطنية عدة ,ورمي معتنقي الفكر السياسي المعادي في غياهب السجون, وربط العراق بأحلاف عسكرية معادية لدول كان من الممكن أن  تكون صديقة لنا .إلا إن العراق كان يعيش حالة بسيطة من  الليبرالية, بوجود بعض الأحزاب, ووجود معارضة, ومجلس نواب. كان من الممكن تطويرها الى الأحسن.
لقد بدأ العراق بمسيرة تنموية رائدة عملاقة بمشاريع مجلس الأعمار الشامخة الى يومنا هذا, والتي لم يتمكن العراق بعدها من تحقيق عشر معشارها, رغم تصاعد وارداته النفطية.فقد سخرت تلك الموارد  للحروب والتصنيع العسكري والإنفاق على دوائر القمع الأمنية والمخابراتية.لتحقيق أمجاد شخصية.
بدأت علاقات العراق تتعزز مع الكويت وتقدمت شوطا كبيرا مفاوضات ضم الكويت الى الإتحاد العربي, الذي يجمع العراق والأردن .وفي هذا قوة للعراق والعرب ووأد للفتنة بين العراق والكويت التي إستعرت نارا  بعد ذلك ولا زالت ليومنا هذا.مسببة الدمار والتعطيل التنموي والحضاري والفناء للعراق والكويت.
فلماذا أصمت بريطانيا العظمى أذنها عن حركة الأنقلاب ولم تعالج الأمر رغم علمها به؟وهي حليفة الملكية في العراق.
الجواب واضح أيضا إن بريطانيا والغرب وإسرائيل لا تريد للعراق والعرب القوة والمنعة. بل تهدف الى إيلاج العراق في متاهة ودوامة  العنف والدمار وعدم الأستقرار.
فماذا حصل بعد 14 تموز في العراق هل تحققت الديموقراطية الموعودة ؟أم غاص العراق في بحر من الدماء والسحل والقتل وما تبعه من ردة فعل. ثم  حكم شمولي ومقابر جماعية وحروب شنت لتدمير العراق, ومصادرة لكل الحريات وتغييب قسري, ثم الطائفية والعنصرية والآن الإيمو ولا ندري ماذا يخبئون لشعب العراق؟
ذهب أدراج الرياح إتفاق الأتحاد بين الأردن والعراق والكويت بعد 14 تموز وحلت محله العداوة والبغضاء ليومنا هذا.
إنها مسرحية بفصول .مؤلفها ومخرجها معروفون .ولا يتغير فيها إلا الممثلون وفق الأزمان والمواقع والظروف.
فما ظاهرة الإيمو وظاهرة إبادة المراهقين منهم إلاجزء من مخطط مرسوم منذ عقود لزعزعة أمن العراق والعرب والمسلمين. ويذكرنا هذا بما كتبه الجاسوس البريطاني المستر هنفر  في مذكراته الشهيرة.وما المنظمات التي أسستها ورعتها دول الغرب وأنفقت عليها. ثم تحولت  الى  حربة الأرهاب في العالم ,ومسرحها الرئيسي العراق والضحية شعب العراق. وساحة عملها أرض العرب والمسلمين, إلا فصلا من فصول تفيت الأوطان ,وتشظيتها وتقسيمها, وزرع الفتنة فيها لمصلحة إسرائيل, حبيبة البعض ,والبعض حبيبها,عدوة العرب والمسلمين. 
فمن يقتل العراقيين؟ ولماذا؟ 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق