الخميس، 10 مايو 2012

الثورات يخطط لها الأذكياء و ينفذها الإبطال ويعيش فيها الجبناء



أن المرحلة التي تمر بها  الدولة العراقية الجديدة هي من أسوء المراحل في تاريخ العراق  حيث الفراغ السياسي والتدهور الأمني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم هذه الدولة إلى أقاليم على أساس طائفي وعرقي تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة وان قوى الشر الكبرى في العالم تدعي بان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها ألا بتقسيم تلك الدول إلى ولايات شتى وحسب الطوائف متجاهلة أن الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات البلدان العربية والإسلامية وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الإداري في أجهزة الدول المعنية فالأمر خطير جدا يتطلب جهد وطني يستند إلى رؤيا صائبة تتعامل مع الواقع العربي والإسلامي بكل تاريخه وحاضرة وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة وانتم تعرفون يا معشر العرب والمسلمين ماذا اقصد ومن منا اليوم لم يسمع وير يوماً بعد يوم وفي كل لحظة ما يحدث في بلدي العراق وفي سوريا ومصر والسودان واليمن وتونس وليبيا وفلسطين  من ممارسات لا تصل إلى الإنسانية بشيء تقوم بها   المافيا العالمية الجديدة تجاه
الشعوب في تلك الدول وأي فعل تقوم به قوات قوى  الشر يومياً في قصف التجمعات المدنية التي تضم الأطفال والنساء والشيوخ سواء  كانت تلك التجمعات لحضور حفلة عرس أم تجمع أناس في سوق شعبية .
وشملت ذلك آلاف البيوت الآمنة وقصف البساتين وتجريف الأراضي  والمحال التجارية واستهداف البني التحتية وتشريد العوائل من مساكنهم  وهذه الجرائم التي فاقت التصور البشري . وبما قاموا به من انتهاك لحرمة المساجد والبيوت والسجون والمعتقلات تجاه مواطنين ومواطنات اعتقلوا لأسباب غير معروفة واستهداف المدنيين مجرد الشك علي عمل يقومون به ولا أدري كيف تفسر هذه القوى هذه الإعمال وان ديننا الإسلامي يدعو إلى الوحدة والإخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحر . وقتل النفس ، حيث قال سبحانه وتعالي (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) انه آمرنا بالوحدة  . لأن الوحدة قوة ولان في الوحدة عزة فما احلي التصافي والتصادق بين أفراد الشعب  لان أفراد الشعب هم جزء من هذه الأمة فكلما وجدت هذه الوحدة بين أفراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة   فلو تمسكنا بديننا قليلاً لكان الوضع أكثر أمانا واستقراراً . فالعقيدة أساس الوحدة التي تجمع الشعب  ، تحت رحمة الباري عز وجل والأيمان بالتوحيد  ، فرب واحد وكتاب واحد ودين واحد ونبي واحد وقران واحد وقبلة واحدة وإسلام واحد فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير علي الصغير ولا الغني علي الفقير ولا الأبيض علي الأسود ولا طائفة علي الأخرى ولا مذهب ولا عرقية علي حساب الأخرى  ( أن أكرمكم عند الله اتقاكم  )  فيجب أن نكون سواء كنا أفرادا أم جماعات عند حسن الظن وان نتمسك بالخلق الكريم  . ونحب بعضنا الأخر  .  وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة  .  أن الوحدة في الإسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم . ويجب على  من بأيديهم أمور هذه الأمة أن يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الإسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا . بل اضطربت نفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدئوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لإحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب  .فأعداء الإسلام بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية وإذاعات مسموعة ومرئية كثيرة  و  صحف و مجلات  فاضحة ويحرضون بعضنا علي الكلام ويشيعون إشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة تسيء إلى ديننا الحنيف . والاتقاء من شر هذه الشائعات هو الإبقاء علي وحدة صفنا وكلمتنا فأنها خير سلاح بوجه هذه التحديات . وكذلك أصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوى والإيفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبر وتحقير الناس وإيذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسسلصالح الكفر والإلحاد . فإننا حتماً سننتصر بإذن الله مادمنا نتمسك بالدين الإسلامي العظيم ونعالج الأمور بالحكمة  ويجب   التعاون بين الجميع من أجل الحفاظ علي أمن وسلامة العراق لأن العراقي الآن غارق في المآسي منذ نصف قرن وهو يخوضحتى أنفه وحل الحروب والخوف والدمار والقلق وعدم الاستقرار . وبعد خروج الاحتلال زادت المعاناة وتضاعف الهم . فمن انعدام الأمن إلى غول البطالة المخيف إلى القتل   الطائفي السياسي إلى الاعتقالاتودهم   وقتل الأهل والولد و تدمير البني التحتية العراقية والمصالح وغلق أبواب الرزق وارتفاع الأسعار وتفشي الأمراض وصدق من قال أن الثورات يخطط لها الأذكياء وينفذها الإبطال ويعيش فيها الجبناء والبقية على القارئ العزيز  الكريم   والسلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق