السبت، 5 مايو 2012

أحـــــــــــــــــــلام الشاب العراقي .....

تمثل شريحة الشباب طاقة إنسانية تمتاز بصفات خاصة تتمثل بالحماس والجرأة والاستقلالية إضافة إلى العنفوان الداخلي الذي يجعلهم لا يقبلون بالضغط أو الظلم او القهر من أي طرف سواء كانت سلطة او عائلة.
ومما لا شك ان هذه الشريحة تمثل أعلى قيمة في إي مجتمع على كافة المستويات باعتبارها الطاقة البشرية الأقوى التي إذا ما استخدمت بصورة صحيحة فإنها ستلبي جميع متطلبات المجتمع في جميع مجالات الحياة وأهمها الجانب الاقتصادي الذي تعتمد عليه التنمية والتقدم الحضاري.
من اجل ذلك يترتب على أي بلد يحاول النهوض بواقعه أن يستجيب لمتطلبات هذه الشريحة المهمة ويحاول البحث عن أفضل الطرق الكفيلة باحتواء طموحات ورغبات الشباب وتوفير الأجواء المناسبة والمحفزة لإطلاق الطاقات الكامنة فيهم ومعالجة المشاكل التي يعانون منها التي تقف عائقا أمام تأديتهم لدورهم الحيوي والمهم في بناء وتطور المجتمع الذي يعيشون فيه.
ومن خلال متابعة الأحداث على الساحة العربية نكتشف الدور الريادي للشباب العربي في ثورات العرب حيث كان مفجر الثورات ووقودها ونجح في إسقاط دكتاتوريات عتيدة فوجدت الأنظمة العربية نفسها في مواجهة جديدة مع تطلعات وأحلام الشباب الذي انفتحت أفكاره واهتماماته على مخرجات الحضارة العالمية واستطاع أن يواكب ثورة المعلومات والتطور العلمي والتكنولوجي بينما بقيت الأنظمة محافظة على تخلفها وتمسكها بتلك الأساليب البالية والشعارات التي لم تعد تسمن من جوع المواطن ولا ترضي تطلعات الشعب العربي الذي افتقد لأبسط مقومات الحياة الحرة الكريمة.
وما حصل في مصر وتونس دليل على ذلك ولابد من الإشارة هنا إلى ان الشعب المصري يمتلك الكثير من الطاقات والنخب السياسية والثقافية والعلمية إلاّ أنها فشلت جميعا في التصدي للنظام الدكتاتوري رغم المحاولات الكثيرة التي قامت بها الأحزاب والنقابات والمنظمات المختلفة حيث تمت مواجهة هذه المحاولات بالقمع والترهيب على مدى عمر النظام السابق ولكننا شاهدنا جميعا كيف تمكن شباب ثورة 25 يناير المصرية بإصرارهم وعزيمتهم ان يجبروا الدكتاتور على التنحي عن منصبه الذي لازمه أكثر من 40 عاما.
الأمر اللافت للنظر إن التجربة الديمقراطية في العراق سبقت التجارب الديمقراطية في الدول العربية بسنوات إلا إن الشباب العراقي مازال يبحث عن نفسه وعن حقوقه في وسط التجاذبات السياسية ومازال يتطلع الى ابسط حقوقه في توفير فرص العمل ليتمكن من تحقيق أحلامه المؤجلة وهي كثيرة وليتمكن من تأدية دوره في المشاركة في بناء بلده من خلال العمل والمشاركة في القرار السياسي والاقتصادي.
نسبة كبيرة من الشباب العراقي لاسيما حملة الشهادات عاطل عن العمل ويتطلع الى حل لهذه المشكلة التي يبدو إنها عصية على المسؤولين في البلاد. إضافة الى ان المجتمع بصورة عامة بضمنه الشباب أصيب بالإحباط من الأداء السياسي للقوى السياسية التي لم تحقق وعودها بتحقيق أحلام الشباب وفئات المجتمع الأخرى.
ولقد أثبتت التجارب ان الشباب هم الطاقة والقوة والعصب الأكثر فعالية ونشاطا في دورة حياة المجتمع وتاريخه النضالي ولابد للجميع ان يدركوا بان اي تهميش او تجاهل لهذه الشريحة المهمة من شأنه ان يؤدي الى نتائج وخيمة لا يحمد عقباها لأنها لن تتوقف عند مجرد هدرها وفقدانها بل يمكن ان يؤدي إلى فعل معاكس ونقصد هنا الى توجه تلك الطاقات الى قوة تدميرية تعمل ضد مصلحة المجتمع إذا ما تم إهمالها وعزلها عن المجتمع. 
لذلك علينا ان في البداية ان نسعى لإعداد الشباب أعدادا صحيحا من خلال توفير مستلزمات تأهيله عبر الفلسفة التربوية المناسبة وترسيخ المفاهيم الديمقراطية والإنسانية في نفوسهم وغرس قيم المواطنة الحقيقية فيهم لنتمكن من توجيه الطاقة الهائلة في داخلهم بالاتجاه الصحيح ونقوم بإزالة العقبات التي تقف أمام اندماجهم مع المجتمع المدني السليم ولنفتح لهم بذلك آفاقا واسعة أمام التطلعات والأحلام المشروعة لهذه الشريحة المهمة كما ولابد من تفعيل مشاركتهم في بناء بلدهم وفي جميع جوانب الحياة من خلال توفير فرص العيش بكرامة وإسناد المهام والصلاحيات للمؤهلين منهم لأنهم مستقبل الأمة وعلى أكتافهم ستلقى مســؤولية بناء المستقــبل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق